خلدون أبو رائد
الرئيس التنفيذي
أيديل هوم العقارية
مما لاشك فيه أن أسعار العقارات في دولة قطر تعتبر من الأغلى عالمياً، وبالتالي يعتبر السوق العقاري القطري من أكثر الأسواق استقراراً وأماناً. وهذا بفضل عدة أسباب سنلحظها من خلال هذه المقالة. الاستقرار المصاحب للسوق دفع العديد من المستثمرين عرباً وأجانب إلى وضع ثقتهم فيه مما أعطاه بعداً وعنصر جذب استثماري عالمي في خلال العقد الأخير.
يتأثر سوق العقارات القطري وكما هو الحال في جميع أسواق العقارات بالعديد من العوامل السياسية والمالية العالمية والمناطقية التي تنعكس نتائجها صعوداً أو هبوطاً في أسعار العقار، إنما يبقى لديه خصوصية مميزة من ناحية الملاءة المالية العالية لملّاك العقارات، وهذا ما سنأتي على ذكره لاحقاً.
بناء على هذه المتغيرات يشهد السوق العقاري مؤخراً نهوضاً سريعاً وارتفاعاً في أسعاره (البيع والإيجار) بنسبة لا تقل عن 20% خلال عامي 2020 و2022 وخلال تعافي العالم من جائحة كورونا وما سببته من آثار سلبية على جميع القطاعات، والأهم هو قرب الحدث الأضخم عالمياً، وهو كأس العالم 2022.
هنا لا بد من التساؤل إلى أين ستؤول الأسعار بعد انتهاء كأس العالم؟ وهل هذه الزيادة التي نشهدها حقيقية أم مرحلية؟ هل سيبقى السوق العقاري ملاذاً آمناً للمستثمرين بضمان ما لا يقل عن 90% من رأس المال؟
من خلال مراجعتنا البلدان التي استضافت كأس العالم خلال العقد الماضي من جنوب أفريقيا مروراً بالبرازيل وانتهاء بروسيا، نرى أن القطاع العقاري تراجع في جنوب أفريقيا وفي البرازيل بنسبة أقل ونما في روسيا حيث حقق السوق العقاري الروسي ارتفاعاً متزايداً. الأهم من ذلك أن العقارات ارتفعت في المدن الروسية التي استضافت المباريات بينما لم تتأثر أو انخفضت في المدن التي لم يكن فيها أي فعاليات، وهنا تلعب مساحة قطر الصغيرة عامل دعم حيث أن الفعاليات ستكون تقريباً في جميع المدن القطرية.
السبب في ذلك يعود بشكل أساسي إلى التسهيلات التي مُنحت للمستثمرين الأجانب عموماً والخليجيين خصوصاً من أجل جذبهم الى الاستثمار والتطوير في مختلف المجالات وهذا يؤدي بالتالي إلى تحسن كافة القطاعات ومنها العقارات.
من هنا فإننا نرى أنه بمقدار ما يتم طرحه من مشاريع جديدة مرتبطة برؤية قطر 2030 ومن خلال الجذب الكبير لجميع المستثمرين وتسليط الضوء على قطر خلال الفترة القادمة، بقدر ما ستشهد جميع القطاعات قفزات نوعية مميزة ومن ضمنها العقارات حيث يتابع القطاع العقاري صعوده أو استقراره.
يبقى هنالك نقطة مهمة لا بد من الإشارة إليها وهي الملاءة المالية المميزة التي يتمتع بها ملّاك العقارات القطريين في قطر والذين يشكلون النسبة الأكبر من الملّاك (تتجاوز 75%) مما يتيح لهم المحافظة على الأسعار وكبح نزولها بما لا يؤثر على السوق العام حيث أنه وخلال الأزمات التي مرت عام 2008 أو جائحة كورونا لمسنا فعالية هذه الملاءة في حماية السوق مما جعل العقار بحق الابن البار لجميع أنواع المستثمرين الذين يتطلعون الى استثمار آمن مع عائد استثماري يتراوح بين 6 إلى 8%.
ختاماً، لا بد من السؤال مجدداً: هل ستنخفض الأسعار بعد كأس العالم؟ برأينا المتواضع، بعد كأس العالم سنمر في مرحلة ثبات للأسعار ليعود ويرتفع السوق العقاري مجدداً بفضل المشاريع التي ستطرح لتحقيق رؤية قطر 2030.
تم نشر هذا المقال كجزء من الإصدار الثامن من تقرير اتجاهات بروبرتي فايندر قطر.
:يمكنك أيضًا البحث عن
فلل للبيع في قطر
شقق للبيع في قطر