م. ناصر الأنصاري
الرئيس
جست ريل إستيت
قطر على موعد مع المجد هذا العام مع استعدادها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم فيفا 2022 الذي يعد أكبر حدث عالمي رياضي منتظر. لم تدخر الحكومة جهداً في الترويج لهذا الحدث عالمياً، بل إن الكثيرين اعتبروا هذه الجهود جبارةً فاقت التوقعات. فقد نجحت قطر في إثبات جدارتها باستضافة هذه المناسبة التاريخية بعد أن نفذت المشاريع الضخمة لضمان إنجاح البطولة لكافة المشاركين من زوار قطر وجعلها بارزة في ذاكرتهم، وكل ذلك بالرغم من الحصار الطويل الذي عانت منه قطر والجائحة التي ألقت بظلالها على العالم، فلا أحد يختلف أن قطر كانت أهلاً للمهمة.
وبادرت الحكومة بتنفيذ العديد من الإجراءات الهامة بهدف تحديث البنية التحتية في البلاد والقطاع العقاري على وجه الخصوص، تحضيراً لهذا الحدث البارز في تاريخ قطر. ومن المتوقع أن يزور البلاد أكثر من 1,7 مليون شخص خلال هذا الحدث الرياضي الضخم المرتقب، مع ما يقارب 500,000 زائر في أيام الذروة وفق توقعات نموذج الطلب الزمني لبطولة الفيفا. وقد كشف تقريرٌ لجهاز التخطيط والإحصاء مؤخراً أن نسبة إشغال الفنادق في قطر ارتفعت بنسبة 56 بالمائة. لذلك، تدفقت الاستثمارات الأجنبية والمحلية على حد سواء على القطاع العقاري دافعةً بالكثير من الشركات العقارية لتوسيع محافظها كي تلبي مستوى الطلب على أماكن الإقامة لزوار البلاد خلال بطولة الفيفا وللمساهمة في تحقيق رؤية قطر الديناميكية 2030.
أثبتت قطر قدرتها على إدارة المناسبات العالمية الهامة بنجاح، مما أدى بدوره لخلق العديد من الفرص الجديدة في السوق العقاري للمطورين والمستثمرين العقاريين. يدل على ذلك وفرة الخيارات المنوعة التي تلبي متطلبات المستأجرين والمستثمرين من الإيجار والفرص الاستثمارية العقارية الواعدة، وفي المقابل، استغل أصحاب العقارات والمطورون هذه الوفرة من خلال العروض الجذابة وفرص الاستثمار.
قفز هذا العام بالفعل الطلب على شراء العقارات بشكل كبير بالتزامن مع التعديلات التشريعية التي عمقت التسهيلات المقدمة للمستثمرين الأجانب الراغبين بامتلاك العقارات. وفي نفس السياق، بدأت قطر برنامج إقامة ذا مستويين يحصل من خلاله أي شخص يشتري عقاراً بقيمة مليون دولار أو أكثر على حق الإقامة الدائمة وما يرافقها من ميزات كثيرة كانت تقتصر سابقاً على المواطنين أو بعض الأجانب الذين يقيمون في قطر منذ عدد معين من السنوات. كما أن الكثير من البنوك القطرية البارزة طرحت عروضاً جاذبة للقروض العقارية وحلولاً تناسب الفئات المختلفة من المشترين والمستثمرين.
أدى مجمل هذه العوامل إلى ارتفاع كبير في حركة السوق العقاري. ويتوافق هذا مع رأي لاعبين رئيسيين في السوق العقاري، حيث يرون أن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 حركت الطلب على عقارات الإيجار وعززت من حركة الشراء العقاري بشكل عام والسكني بشكل خاص. وأكد الخبراء على أهمية توفير المؤسسات المالية والمصرفية التمويل اللازم للراغبين بشراء العقارات على أقساط طويلة الأجل، مما يساهم في تنشيط هذا القطاع الحيوي. فالاستثمار العقاري ما زال يعتبر ملاذاً آمناً خاصة في ظل المخاطر العالية التي تلقي بظلالها على العديد من مجالات الاستثمار الأخرى خلال الأزمات الاقتصادية العالمية. من المعروف أن الاستثمار العقاري يُعد أحد أكثر أنواع الاستثمار نجاعة وحكمة، خصوصاً في السوق العقاري القطري، ومما لا شك فيه أن المستثمرين ينظرون للعقارات على أنها استثمار موثوق طويل الأجل.
لكن ارتفاع المعروض في السوق العقاري القطري أثار مخاوف البعض حول انخفاض مرتقب في القطاع بعد كأس العالم. وبالرغم من أن ركود الطلب العقاري قد يكون رد الفعل الطبيعي الذي يلي هذا الحدث، إلا أن الحكومة بذلت جهوداً جبارة في تنظيم القطاع وضمان استدامته. ويمكن النظر للمدن الذكية مثل مشيرب قلب الدوحة ولوسيل لنجد أمثلة دالة على التطوير العقاري المستدام المغذي للاقتصاد. مما لا شك فيه أن قطر ستشهد تدفقاً كبيراً للاستثمار الأجنبي المباشر بعد استضافة كأس العالم فيفا 2022، مما سيعمل على توليد فرص هائلة للأجانب للعيش والعمل في البلاد، وهي ببنيتها التحتية القوية ستكون قادرة على تقديم أفضل الظروف المعيشية لهم لعقود قادمة. تُجلّي رؤية قطر الوطنية لعام 2030 معالم الطريق نحو سوق عقاري مميز يزخر بالفرص الجاذبة التي لا تقتصر مساهمتها في تنمية القطاع العقاري فحسب، بل إن أثرها يمتد ليطال كافة القطاعات. وهذا ما سيضمن ويعزز فعالية قطر وجاذبيتها.
تم نشر هذا المقال كجزء من الإصدار الثامن من تقرير اتجاهات بروبرتي فايندر قطر.
:يمكنك أيضًا البحث عن
فلل للايجار في قطر
شقق للإيجار في قطر