جودت الكاتب
المدير العام
شركة كوريو للعقارات
قطاع العقارات الذي إرتكز تاريخياً على اللقاءات الشخصية والتجارب الملموسة، يتطور بسرعة. وفي عالم أصبح رقميًا بشكل متزايد، يشهد هذا القطاع التقليدي تحولًا عميقًا. لا يتعلق الأمر فقط بتحديث الأساليب التقليدية، إنما بصياغة خريطة طريق جديدة للتجربة العقارية، مليئة بالفرص ووسائل الراحة التي بدت بعيدة المنال قبل بضع سنوات فقط.
مجموعة الأدوات التقنية تُحدث ثورة في عرض العقارات
هناك العديد من الأدوات والتطبيقات المبتكرة التي يعتمدها وسطاء العقارات اليوم. أولا وقبل كل شيء، هناك الواقع الافتراضي (VR). مع جولات الواقع الافتراضي، يمكن للمشترين المحتملين، بغض النظر عن مكان وجودهم، الدخول افترضياً إلى العقار لتمنحهم هذه التجربة الغامرة إحساسًا حقيقيًا بالمساحة والتصميم وإختبار شعور وجودهم داخل الوحدة السكنية. و تشكل هذه ميزة كبيرة لأولئك الذين يعيشون في مدن أو بلدان مختلفة.فقد ولت أيام الاعتماد فقط على الصور.و لكن مع الواقع الافتراضي، تضفى خصائص الحياة إلى العقار ليقدم تجربة تفاعلية غنية.
الواقع المعزز (AR) يأخذ هذه الخطوة إلى ما هو أبعد من الجولات الإفتراضي. باستخدام الواقع المعزز، يمكن للمستخدمين وضع الأثاث فعليًا في الغرفة أو تصور لون جديد للجدار. تطبيق هذه المزايا الرقمية على العالم الحقيقي يساعد المشترين المحتملين في رؤية ما هو أبعد من الحالة الحالية للعقار، ويمكنهم من تصور ما يمكن أن تكون عليه الوحدة السكنية فيما بعد.
يستمر الابتكار إلى ما هو أبعد من ذلك. سابقاً، كانت كاميرات الـ Drones ( الكاميرات الطائرة المحركة عن بعد)، حكراً على عشاق التكنولوجيا أو صانعي الأفلام، ولكنها الآن أصبحت ضرورية في مجال العقارات. حيث بإمكانها توفير مناظر جوية للعقارات مع عرض المناطق المحيطة بها ومنح المشترين المحتملين منظورًا شاملاً.
وأخيرًا، تشهد روبوتات الدردشة المستندة على الذكاء الاصطناعي تزايداً ملحوظًا.حيث يمكن لهؤلاء المساعدين الرقميين الإجابة على الاستفسارات الشائعة على الفور، مما يضمن حصول العملاء على الإجابات في الوقت المناسب مع توفير وقت أكبر للوسطاء العقاريين للتركيز على الجوانب الأكثر إستراتيجية لأعمالهم.
البيانات هي حجر الأساس الجديد
القطاع العقاري يسبح في بحر من البيانات. إن المبيعات التاريخية والتقييمات الحالية والمرافق المحلية والتركيبة السكانية للأحياء وخطط التطوير المستقبلية ليست سوى بعض نقاط البيانات المتاحة. في السابق، كان الوسطاء يتخذون قراراتهم بناءً على الحدس أو التجارب الفردية. و لكن مع وجود منصات متقدمة لتحليل البيانات أصبح بإمكانهم اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على رؤية شاملة للسوق.
توفر هذه المنصات رؤى حول اتجاهات الأسواق الناشئة والتقييمات المستقبلية المحتملة، وحتى توصيات خاصة بالعقارات وفقًا لتفضيلات المشتري. يمكن للعقاريين التحول من مجرد وسطاء إلى مستشارين موثوقين من خلال الاستفادة من هذه الأدوات و جعل عروضهم مدعومة بالبيانات، مما يتيح للعملاء إتخاذ قراراتهم بمزيد من الثقة.
علاوة على ذلك، في مجال التسويق، تُغير البيانات قواعد اللعبة، وفي العصر الذي يتم فيه تسجيل وتحليل كل نقرة وإعجاب ومشاركة بدقة. يمكن للمنصات الرقمية تحليل السلوك عبر الإنترنت، مما يضمن وصول إعلانات العقارات إلى الجمهور المستهدف. و من خلال التسويق المستهدف و الموجه ، يتم تعزيز احتمالية البيع بشكل كبير، مما يضمن حصول الوسطاء والبائعين على أفضل النتائج الممكنة.
مواكبة العالم الرقمي
إن وتيرة التغيير في عالم العقارات سريعة، والتكيف معها ليس إختيارياً، إنما هو أمر حتمي. حيث أصبح المشترون المعاصرون الذين يمتلكون هواتف ذكية وإنترنت عالي السرعة يتوقعون خدمات رقمية مريحة ليتطلع هذا النوع من العملاء للحصول على إعلانات للعقارات تشمل صور عالية الدقة ومخططات بناء تفاعلية إضافةً إلى جولات الواقع الافتراضي.
علاوة على ذلك، مع دخول جيل جديد من المشترين إلى السوق، وهم جيل يكبر في العالم الرقمي، فإن الطلب على الحلول عالية التقنية في العقارات سوف يتزايد.
لهذا فإن الوسطاء الذين يتمتعون بالمرونة والراغبين في التكيف مع هذه التوقعات، سيجدون أنفسهم في مركز أقوى بكثير، مما يضمن أهميتهم ونجاحهم في الأسواق المتغيرة.
أفكار ختامية
إن القول المأثور القديم “المعرفة قوة” يحتفظ بحكمته خاصة في مجال العقارات. لكن في عصرنا الحديث، فإن الجمع بين المعرفة ومدى فعالية توظيفها من خلال التكنولوجيا هو الأكثر تمكيناً. ومع التعمق في البيانات المتاحة واستخدامها بذكاء، يستطيع الوسطاء فهم متغيرات السوق بشكل أفضل والتنبؤ باتجاهاته وتقديم خدمة لا مثيل لها.
بينما نتطلع إلى المستقبل في شركة كوريو للعقارات، هناك شيء واحد متأكدين منه: إن دمج التكنولوجيا والبيانات في مجال العمل العقاري ليس مجرد مرحلة مؤقتة ولكنه الوضع الطبيعي الجديد. وإن الوسطاء وشركات الوساطة العقارية الذين يتبنون هذا التحول، ويستثمرون في التكنولوجيا والتدريب، لن يستمرون فقط بل يزدهرون ليكونوا روّاداً في القطاع العقاري الحديث والفعال المتمحور حول العملاء.
المؤلف: جودت الكاتب
جودت هو المدير العام في شركة كوريو للعقارات، وهي شركة عقارية متكاملة تقدم الخدمات الاستشارية للعملاء في الشؤون العقارية منذ .٢٠٠٨ . تتركز خبرات جودت في كوريو في مجال المبيعات وعلاقات الزبائن وإدارة الأعمال، وهو يعمل في السوق القطري منذ أكثر من عشر سنوات. برز جودت بشكل سريع في السوق ُّوكرِمَ “لأفضل أداء في العام كمستشار عقاري” قبل أن يترقى لمنصبه الحالي في قيادة الشركة كمدير عام في أوائل.٢٠٢٠ ويذكر أن جودت يحمل درجة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الأعمال.
:يمكنك أيضًا البحث عن
استوديو للايجار في قطر
شقق فندقية الدوحة