محمد عريف خان
مدير عقاري
المرقاب العقارية
تعتبر قطر إحدى بلدان الشرق الأوسط الأسرع نمواً، وقد شهدت تحولاً كبيراً خلال العقد الماضي مع التطور الهائل الذي مر به القطاع الإنشائي والذي يتوقع أن يواصل النمو بقوة في السنوات القادمة. وفي الواقع، يمر سوق البناء حالياً بمرحلة ازدهار مكنته من المساهمة بنسبة 15 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي من خلال القطاع العمراني العقاري بشكل خاص، وبذلك أصبح هذا القطاع يمثل الصناعة غير النفطية الأكبر في قطر. ولم يكتفِ القطاع بما حققه من نموٍ إلى الآن، بل تشير التوقعات إلى أنه سيواصل النمو في السنوات القادمة، مما سيؤدي إلى توفير أعداد متنامية من الوظائف للمواطنين والوافدين على حد سواء. ومما لا شك فيه أن مثل هذه البيئة الاستثمارية ستعزز التنمية الاقتصادية بشكل عام وستُلمَس آثارها في تعزيز القطاع السياحي وغيره من القطاعات وفرص الأعمال الواعدة.
سيعمل النمو السكاني في قطر على دفع عجلة مشاريع البناء العمراني السكني، فالكثير من الاستطلاعات تدل على حركة عمرانية نشطة تبنى من خلالها آلاف الوحدات السكنية الجديدة في البلاد في الوقت الحالي. ومع الانتهاء من بناء هذه الوحدات بحلول عام 2022، سيكون سوق البناء العقاري في حالة انتعاش قوي.
سوق البناء العقاري وكأس العالم لكرة القدم 2022 تنشط الحركة العمرانية في القطاع العقاري في البلاد تحضيراً لكأس العالم لكرة القدم 2022. حيث تستعد قطر لاستضافة هذا الحدث العالمي الهام بضخ عشرات بلايين الدولارات للاستثمار في البنية التحتية الرياضية والسياحية والنقل، تحضراً لاستقبال عدد ضخم من اللاعبين والمنظمين والمسؤولين والجماهير.
استفاد قطاع البناء في قطر بشكل كبير من التحضيرات للبطولة، حيث يُتوقع أن يصل عدد الجماهير المشاركة في قطر أثناء بطولة كأس العالم حوالي مليون شخص. وتجهد قطر في بناء العديد من الفنادق المتنوعة والوحدات السكنية لتلبية حاجة هذه الجماهير الغفيرة من المساكن أثناء تواجدهم في البلاد لحضور فعاليات البطولة. وتوشك البلاد على افتتاح ما يقارب 47 فندقاً جديداً.
جنت قطر منافع جمة من استثماراتها في تشجيع السياحة ورفع أعداد السياح المقبلين عليها، حيث حققت ذلك ببناء المتاحف الراقية بمقاييس عالمية والمساحات العامة الخارجية، كما عززت مقومات البنية التحتية للصناعة الفندقية، إلى جانب استثمارها بالمطار الدولي الجديد الحائز على الجوائز.
ومع هذا الكم الضخم من الاستثمار الحكومي والخاص في الصناعة العمرانية العقارية، فلا شك أن هذه الصناعة بدورها ستدفع بالاقتصاد لمزيد من الازدهار والنمو. ويبقى المجال أمام الصناعة العمرانية العقارية لتحقيق إنجازات أكبر بالاستفادة من أعداد إضافية من القوى البشرية.
يُعد استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 انجازاً عظيماً يُسجل لقطر. ولا شك أن البطولة ستعمل على تحريك القطاع العمراني العقاري في البلاد، فعلى سبيل المثال، سيتم استثمار أكثر من 140 بليون دولار أمريكي في البنية التحتية للنقل على مدى السنوات القليلة القادمة. وهذا يشكل استثماراً ضخماً على مستوى القطاعات غير النفطية من قبل الحكومة القطرية، وهو ما يعكس توجه الحكومة للعقد القادم تحقيقاً للتنوع الاقتصادي. وضمن التحضيرات لكأس العالم لكرة القدم 2022، تنصب الجهود في توسعة مطار الدوحة الدولي الجديد، والطرق، وشبكة المترو، وذلك لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الزوار أثناء استضافة البطولة، مما سيعمل على تعزيز سمعة قطر على المسرح الدولي.
ويُتوقع أن تعمل بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 على تنشيط الطلب على المساكن الميسورة، فالنمو المتوقع في تعداد قطر السكاني سيؤدي إلى بناء المزيد من المساكن والشقق والغرف معقولة الأسعار لإيواء الزوار.
تعتبر قطر اليوم وجهة ممتازة لمن يبدي اهتماماً بالسوق العمراني العقاري. وقد يتشجع المستثمرون على الإقبال على السوق نظراً لتسارع وتيرة البناء وإنشاء المشاريع التنموية بالتزامن مع استضافة الأحداث العالمية الضخمة في البلاد. ولهذا، ندعوك للاستثمار اليوم في سوق البناء العقاري القطري لتجني ثمار هذا الانتعاش والنمو.
نُشر هذا المقال كجزء من الإصدار السادس من تقرير اتجاهات بروبرتي فايندر قطر.
:يمكنك أيضًا البحث عن
شقق مفروشة قطر
فلل للايجار في الخيسة