عبد الرحمن درويش
المدير العام للتسويق والمبيعات
بيست باى للعقارات المحدودة
أثبتت قطر نفسها أمام العالم كإحدى المراكز العالمية الآمنة في المنطقة التي توازن بين تحقيق التنويع الاقتصادي وفرض القوانين والتنظيمات، مما يخلق بيئة مثالية تدعم الأعمال على نحو مستدام، وتتيح فرصة النمو على كافة الأصعدة.
من قناعاتي الراسخة أن قطر هي إحدى أفضل الأماكن لاستقرار العائلات وتربية الأطفال ليكتسبوا العادات والتقاليد الإيجابية، وذلك خصوصاً أنني ولدت هنا في قطر وأنا على اتصال مباشر بالثقافة وأسلوب الحياة القطرية. وفي الواقع، أنا أعتبر قطر موطني الأول، ولا أظن أن أي بلد آخر في العالم يمكنه أن يضاهي ما يقدمه لنا بلدنا، خصوصاً فيما يتعلق بتقدير قيمة الإنسان وتحقيق العدالة.
لقد أثبت الحصار والجائحة أن العوامل الأساسية التي تضمن نجاح وتنمية البلاد تكمن في القيادة الحكيمة الذكية، وأعتقد أن هذا ما ساعد قطر في تخطيها هذه الصعاب.
يجب أن تسلط كتب التاريخ الضوء على القيادة القطرية، فها هي البلاد تسير نحو المراحل الأخيرة من خططها لتعزيز البنية التحتية التي شكلت دفعة قوية للاقتصاد المحلي، وها قد بدء العد التنازلي لاستضافتها أكبر حدث رياضي في العالم الذي سيعزز بلا شك من مكانتها في التاريخ. أنا أعتقد أن هذه الدورة ستكون من أفضل دورات بطولة كأس العالم وسيذكرها الناس على مدى أجيال قادمة.
لقد جاءت السنوات الأربع الماضية بتحديات كبيرة على كافة المستويات وفي شتى القطاعات وأثرت على رواد الأعمال في السوق، فقد بدأ العمل بتطبيق القوانين والتنظيمات الجديدة في قطاعات مختلفة ضمت ترخيص الوكالات العقارية، وتنظيم سكنى العمال، وضبط العقارات المشتركة/المقسمة، وتعزيز أساسيات العمل. وقد عمل ذلك كله على استقرار فائض العرض الذي نتج عن الظروف الصعبة الماضية.
ما زال السوق العقاري محركاً أساسياً للاقتصاد بالرغم من بطء وتيرته، ولكن حال السوق سرعان ما ستتغير في الربع الأخير من عام 2021، وأتوقع أن ينقلب الحال إلى شحٍ في المعروض، مما سيؤدي في النهاية إلى ارتفاعٍ في أسعار الإيجار والبيع عام 2022. ولكن هذا أيضاً يعتمد بطبيعة الحال على توفير المطاعيم بشكل مستمر للسكان، ورفع القيود عن السفر، وإقبال المزيد من الناس على زيارة البلاد.
ومع هذا، لن يحقق الطلب والعرض التوازن في عام 2022 بسبب توقع ارتفاع أسعار الإيجار والبيع تحضيراً لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في ذلك العام.
ما زال المستثمرون المحليون والدوليون ينظرون للسوق العقاري على أنه ملاذ استثماري آمن، وقد ساعدهم انخفاض الأسعار بشكل ملحوظ منذ انتهاء الحصار وبدء انحسار الجائحة في دخول السوق ولكن بشيء من الحذر أكثر من ذي قبل.
ويمكن اعتبار الطلب على العقارات من المستوى المتوسط إلى العالي إيجابياً، الأمر الذي حاز على اهتمام المستثمرين وتسبب بتحول كبير في التطوير العقاري بما يلبي حاجة السوق ويولد العوائد الجيدة. وأتاح هذا لكثير من المستثمرين العثور على فرص رائعة في تطوير مشاريع نموذجية على البحر، خصوصاً في مدينة لوسيل التي تعتبر مدينة المستقبل في قطر.
كما أن الجائحة دفعت بالمطورين العقاريين لاستحداث الأفكار الجديدة للمشاريع من حيث مساحة الوحدات وتصاميمها ومواقعها الاستراتيجية، وقد أجبرتهم كذلك على تقديم خطط سداد مناسبة مباشرة من حساباتهم دون تدخل البنوك، مما لقي إقبالاً من المستثمرين من كافة المستويات.
تعد هذه الخطوة فرصة هامة للغاية تتيح الشراء بشكل مباشر من مطورين طيبي السمعة، فهذا الخيار لم يكن متوفراً في السابق بالرغم من الحاجة لرفع مستويات الاستثمار في البلاد، فالأمر لم يكن سهلاً بسبب ارتفاع أسعار الفوائد الربوية ومتطلبات البنوك المعقدة. وهذا يعني أن الشراء من المطورين بشكل مباشر سيولد عوائد مجزية.
لا شك لدي بأن فترة الجائحة كانت بمثابة درس استفاد منه الجميع وتعلم منه كل فرد في العالم!
تعلمت شخصياً من الجائحة في مجال الصناعة العقارية أن القطاع العقاري السكني هو أقوى القطاعات العقارية لصموده في الظروف الصعبة، في حين تلقى كل من القطاعين التجاري والمكتبي صدمات عنيفة. حيث يمكنك اليوم شراء أي سلعة تريدها عبر الإنترنت بسهولة دون الاضطرار لزيارة محل تجاري أو مول. كما يمكنك إنهاء الوظائف الموكلة إليك في العمل دون الحاجة للدوام في المكتب. ولكن في المقابل، لا يمكنك الاستغناء عن مكان سكناك أو استبداله بوسيلة أخرى تلبي حاجتك إليه.
نُشر هذا المقال كجزء من الإصدار السادس من تقرير اتجاهات بروبرتي فايندر قطر.
:يمكنك أيضًا البحث عن
استوديو للايجار في عين خالد
شقق فندقية الدوحة
فلل للايجار قطر