محمد عبد اللطيف
المدير العام
شركة العضيد للاستثمار العقاري
يعد القطاع العقاري واحداً من أسرع النشاطات الاقتصادية نمواً في قطر، والملاذ الآمن لكثير من المستثمرين، بفضل السياسة الإنمائية التي تنتهجها الحكومة والحلول التي تقترحها، مما أدى إلى ازدياد عدد الشركات العقارية العاملة. كما أن مواصلة الأعمال الإنشائية في مختلف المشاريع العقارية في الدولة، رغم تداعيات جائحة فيروس كورونا، وخاصة في المواقع الواعدة كمدينة لوسيل ومدينة اللؤلؤة، إلى جانب عدد من المناطق التي تشهد نمواً في الكثافة السكانية شمالي وجنوبي قطر، كلها مؤشرات على صحة القطاع العقاري في قطر وعدم تأثره. كما أن استمرار تحسين البنية التحتية وتطويرها، خاصة ما يتعلق بمرافق النقل وتطوير الطرق والجسور، والاستعداد للأحداث الكبرى التي ستستضيفها الدولة خلال الفترة القليلة المقبلة، تعتبر من العوامل التي ستسهم في انتعاش قطاع التجزئة والضيافة، بما يدعم في الوقت ذاته نمو عمليات الإنشاءات العقارية في هذين القطاعين الحيويين لتواكب كافة المتطلبات، إضافة إلى الانفتاح المهم في قطاع السياحة وتطوير بنياته. وتجدر الاشارة أن القطاع العقاري في قطر يشهد حالياً طفرة نوعية غير مسبوقة وخاصة مع اقتراب البلاد من استضافة مونديال 2022، حيث تشهد الساحة تدفقات نقدية وإقبالاً كبيراً من المستثمرين وأصحاب الأعمال على إنشاء الفنادق والشقق الفندقية في جميع أنحاء الدولة وبالتحديد في المناطق التي تخدم كأس العالم والقريبة من الاستادات الرياضية.
ومع القدرة الهائلة للتحكم في تنظيم الفعاليات وضمان نجاحها هنا في دولة قطر فإن هذا يساعدنا على الترويج والدعاية لكافة المباني السكنية في جميع مناطق الدوحة وهذه فرصة يجب على كل الشركات العقارية ألا تغفل عنها وتعمل بكل جهدها لاستغلال هذه الفرص التي تتيحها دولة قطر حالياً وفي المستقبل القريب.
يستهل مطلع كل عام ببدايات جديدة، ويمكن القول إن هذا العام بدأ على نحو إيجابي في قطر. وساعد على هذه البداية المتفائلة تطبيق القوانين الجديدة المشجعة على الاستثمار، وطرح العديد من الوحدات العقارية الجديدة العصرية في السوق، مما دفع بالاقتصاد نحو استرداد عافيته وقوته. ويبشر هذا كله باتجاه القطاع العقاري نحو الازدهار مجدداً.
تَمثّلَ الجانب المضيء في العام السابق بالنمو الذي حققه السوق العقاري في قطر، فبالرغم من التقلبات التي شهدها السوق بسبب كورونا، والآثار التي
طالت حتى أسلوب حياتنا اليومي، إلا أن السوق بات أقرب من ذي قبل لتحقيق أهدافه.
– محفزات النمو
قد تكون أبرز أسباب العنفوان الذي يمر به السوق العقاري هو التزام الحكومة بالعمل على جذب التظاهرات العالمية الهامة إلى البلاد، وعلى الأخص، بطولة الفيفا لكأس العالم 2022. ومن قبلها كأس العرب 2021. ولا ننسى كذلك أن قطر كانت قد فازت باستضافة دورة الألعاب الآسيوية لعام 2030، كما أنها تقدمت بمزايدة على استضافة كأس أمم آسيا 2027.
– أسهل من أي وقت مضى
أثبتت قطر من خلال استضافة النشاطات المذكورة قدرتها على إدارة فعاليات عالمية ضخمة خلقت بدورها العديد من الفرص الإضافية في السوق العقاري للمطورين والمستثمرين العقاريين في المستقبل. ويدل على ذلك توفر خيارات كثيرة تلبي متطلبات المستأجرين والمستثمرين من منازل الإيجار أو العقارات الواعدة للاستثمار، وعزز أصحاب العقارات والمطورون هذه الوفرة من خلال عروض جذابة وفرصاً استثمارية على عقاراتهم.
– التأقلم مع الأوضاع
إذا قلنا إن كوفيد-19 قد غير نمط حياة الجميع في قطر، نكون قد قللنا من أثره الذي استمر طيلة عام 2020 والذي عصف بعدد من قطاعات الأعمال ومن بينها السوق العقاري. وبأخذ الارتفاع الحاد على الطلب على المواقع المميزة خلال السنة الماضية كمؤشرٍ على ما هو قادم، يمكن القول إننا على أعتاب المزيد من الازدهار بالتطلع قدماً نحو المستقبل، وذلك لأن استئجار أو اقتناء عقار أصبح أمراً بغاية السهولة في قطر في هذه الفترة.
إن قطر تبذل جهودا حثيثة ودؤوبة استشرافية حكيمة لاستقطاب وجذب رؤوس الأموال وتنظيم الفعاليات العالمية الكبرى التي تتطلب بناء منشآت على قدر كبير من الجودة، ومن ضمنها الأحداث الرياضية الدولية المختلفة، وبالتالي من المتوقع أن تلعب جميع تلك العوامل دوراً بنّاءً في بلورة صورة مشرقة لمستقبل العقارات ككل، وقد رأينا أن مبادرة اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي الجهة المسؤولة عن تطوير مشاريع المنشآت الرياضية لبطولة كأس العالم 2022، جعلت ملّاك الشقق السكنية يبادرون إلى إبداء رغبتهم في تأجيرها ضمن برنامج أماكن الإقامة لزوار قطر أثناء الإعداد للبطولة وخلال المنافسات، كما حفزت المستثمرين في العقارات السكنية، وسمحت بإشراك المشاريع قيد البناء في هذا القرار، بشرط جاهزيتها.
– رسالة ختامية
وختاماً، أنوه إلى أن قطر تؤسس لمرحلة جديدة من مراحل النمو والتطور والتحديث بفضل القيادة الحكيمة والتخطيط السليم لمستقبل أجيالها القادمة وهي الرؤية التي تسعى حكومة قطر إلى تنفيذها وفقاً لتوجيهات حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ببناء مجتمع متقدم ومزدهر محصن بقيمه وثقافته المنفتحة على الجميع والتي تحمل معها بشائر مستقبل واعد ومزدهر.
تم نشر هذا المقال كجزء من الإصدار السابع من تقرير اتجاهات بروبرتي فايندر قطر.
فلل للايجار قطر
شقق للايجار في الدوحة